ما هو نظام الدفع الرباعي وكيف يعمل؟

يعتبر نظام الدفع الرباعي من الأنظمة المتقدمة في عالم السيارات، إذ يعتمد على توزيع قوة المحرك على العجلات الأربع بدلا من العجلتين فقط، مما يمنح المركبة قدرة أعلى على الثبات والتحكم، خاصة عند القيادة على الطرق الوعرة أو الزلقة، ويعمل هذا النظام على تعزيز قوة الجر وتقليل الانزلاق، كما أصبح في الوقت الحالي يعمل بطريقة ذكية تمكنه من التشغيل أو الفصل تلقائيا وفقا لحاجة الطريق، لذلك سوف نطلعكم على آلية عمله مع التعرف على مميزاته.

نبذه عن نظام الدفع الرباعي

يطلق على النظام المسؤول عن إيصال القوة إلى العجلات في السيارات اسم نظام الدفع، وتوجد أربعة أنظمة رئيسية هي الدفع الأمامي، الدفع الخلفي، الدفع الرباعي، والدفع الكلي للعجلات، ويتم اختيار نوع الدفع المناسب لكل سيارة وفق طبيعة استخدامها والهدف الذي صممت من أجله.

هناك العديد من المواقف التي تتطلب امتلاك مركبة مزودة بنظام دفع رباعي، مثل الحاجة إلى قوة إضافية وعزم أعلى لسحب الأوزان الثقيلة عند السير بسرعات منخفضة، أو التحكم الآمن عند النزول على المنحدرات مع وجود حمولة كبيرة، كما يظهر دوره بوضوح أثناء صعود المرتفعات الحادة أو القيادة على الطرق الوعرة المليئة بالصخور والطين والرمال والحصى، إضافة إلى الظروف الجوية القاسية كالثلوج والجليد، لذلك من المهم الإلمام بهذا النظام لمعرفة مزاياه وتحدياته قبل الاعتماد عليه.

كيف يعمل نظام الدفع الرباعي

يعمل نظام الدفع الرباعي عبر توجيه قوة المحرك إلى جميع عجلات المركبة في الوقت نفسه، ويتم ذلك بواسطة ترس تفاضلي مركزي “دفرنس” يتصل من خلاله عمود تدوير أمامي وخلفي بالتروس في الجهتين، والتي بدورها تنقل القوة إلى محاور العجلات الأربعة لتتحرك المركبة بثبات على الطريق.

وعند اختيار وضعية الدفع الرباعي، يقوم ناقل الحركة بربط قوّة المحرك مباشرة بالتروس التفاضلية الأمامية والخلفية، فيقسم العزم بينهما غالبا بنسبة متساوية، وقد تختلف هذه النسبة نظرا لطراز السيارة والشركة المصنعة، وبعد وصول العزم إلى المحورين، يتم توزيعه على العجلات الأربع بحيث تحصل كل واحدة منها على نحو 25% من القوة، مما يضمن دورانها في الوقت ذاته ويعزز التماسك.

مميزات نظام الدفع الرباعي

يعتبر نظام الدفع الرباعي من الأنظمة المتطورة في عالم السيارات، وقد أصبح اعتماد العديد من الشركات عليه على الاهتمام بالأداء العالي والقدرة على مواجهة مختلف ظروف القيادة، فمع انتشار الطرق الوعرة والظروف الجوية المتقلبة في كثير من المناطق، أصبح هذا النظام يمثل اختيار أفضل لمن يبحث عن قوة إضافية وثبات أكبر أثناء القيادة، ولفهم سبب تفضيل الكثير من السائقين له.

مميزات نظام الدفع رباعي:

• تعزيز الثبات في الظروف المناخية الصعبة:

عند هطول المطر أو تساقط الثلوج أو تكون الجليد والطين، تقل قوة التصاق العجلات بالطريق، مما يزيد احتمالية الانزلاق، ويساهم نظام الدفع الرباعي في الحفاظ على التماسك لأن العزم يوزع على العجلات الأربع في الوقت ذاته، مما يمنح السائق قدرة أكبر على التحكم بالمركبة.

• ثبات أفضل عند الانعطاف:

بفضل توزيع العزم بالتساوي بين جميع العجلات، يقل الضغط الواقع على كل عجلة مقارنة بسيارات الدفع الثنائي، مما يؤدي إلى ثبات أعلى خلال المنعطفات، حتى عند القيادة بسرعات مرتفعة.

• تسارع محسن:

لأن قوة الجر في سيارات الدفع الرباعي أعلى بكثير من مثيلاتها ذات الدفع الثنائي، فإن العجلات لا تدور في مكانها عند الانطلاق السريع، وهذا يساعد السيارة على التسارع بثبات، خاصة عند امتلاكها محركا قوي الأداء.

• أداء قوي على المرتفعات:

تملك سيارات الدفع الرباعي قدرة أكبر على صعود المرتفعات الشديدة التي يصعب على السيارات ذات الدفع الأمامي أو الخلفي تجاوزها، بفضل العزم العالي والثبات الجيد وارتفاعها عن سطح الأرض.

• تفوق ملحوظ على الطرق الوعرة:

عند السير على الرمال أو الطين أو الطرق الصخرية، تحتاج المركبة إلى قوة إضافية للثبات والاستمرار بالحركة، ويوفر نظام الدفع الرباعي توزيعا متوازنا للقوة بين العجلات الأمامية والخلفية، ما يمنح أداء ممتاز في البيئات الوعرة.

عيوب الدفع الرباعي

يعتبر نظام الدفع الرباعي من الأنظمة المتقدمة التي توفر للسيارة قوة وثباتا إضافيين، مما يجعله خيار شائع بين محبي القيادة على الطرق الصعبة والوعرة، بالرغم ما يقدمه هذا النظام من قدرات مميزة، فإن فهم طبيعته وآلية عمله يساعد السائقين على إدراك الجوانب التي قد تتطلب اهتماما أكبر عند استخدامه، ولذلك من المهم التعرف إلى العيوب في هذا النظام قبل الاعتماد عليه بشكل كامل. 

عيوب الدفع الرباعي:

• تكلفة صيانة مرتفعة:

يعتبر هذا النظام أكثر كلفة في الصيانة مقارنة بأنظمة الدفع الأخرى، نتيجة كثرة المكونات الميكانيكية المسؤولة عن نقل القوة إلى العجلات الأربع، مثل الترس التفاضلي المركزي والتفاضل الأمامي والخلفي وأعمدة الدوران والمحاور وغيرها من القطع المعقدة.

• ارتفاع سعر السيارة نفسها:

غالبا ما تأتي السيارات المزودة بنظام الدفع الرباعي بسعر أعلى من سيارات الدفع الأمامي أو الخلفي، وذلك بسبب إضافة مكونات ميكانيكية إضافية، فضلا عن أن أغلب هذه السيارات تكون كبيرة الحجم أو مخصصة للعائلات، مما يرفع قيمتها الأساسية.

• زيادة استهلاك الوقود:

نظرا لوجود أجزاء إضافية ونظام ميكانيكي أكثر تعقيدا، يزداد الوزن الكلي للمركبة، وهذا الارتفاع في الوزن يؤدي إلى استهلاك أعلى للوقود مقارنة بالسيارات الأخف وزنا.

• مسافة توقف أطول:

بالرغم أن الوزن الإضافي يعزز توازن المركبة، إلا أنه يزيد أيضا من المسافة المطلوبة لتوقف السيارة بالكامل، مما يجعل السيارات أخف وزنا قادرة على التوقف أسرع في حالات الطوارئ.

• تآكل أسرع للإطارات:

بما أن العجلات الأربع تتلقى القوة بشكل مستمر في نظام الدفع الرباعي، فإن معدل تآكل الإطارات يكون أكبر مقارنة بالسيارات التي تعتمد على دفع أمامي أو خلفي فقط، حيث يتوزع الجهد بالتساوي على جميع الإطارات.

• ضرورة القيادة بحذر في الثلوج والجليد:

بالرغم من أن النظام يوفر تماسكا جيدا في الأجواء الصعبة، إلا أنه لا يمنع الانزلاق تماما، لذلك يجب القيادة ببطء والانتباه في الطرق الجليدية أو المبللة بالمطر لتجنب فقدان السيطرة.

نصائح عند تفعيل الدفع الرباعي

يعتبر تشغيل نظام الدفع الرباعي خيار مناسب عند السير على طرق قاسية أو في ظروف قيادة صعبة، إلا أن استخدامه بطريقة غير سليمة قد يسبب أعطال  تؤثر على السيارة، ولضمان الحفاظ على مركبتك واستمرار أدائها بشكل ممتاز، فهناك مجموعة من النصائح التي يفضل الالتزام بها. 

نصائح عند تفعيل الدفع الرباعي:

• الالتزام بتعليمات الشركة المصنعة:

لكل سيارة نظام دفع رباعي خاص بها مع خصائصه وطريقة تشغيله المميزة. واستخدام النظام دون الرجوع إلى دليل المالك قد يسبب تلف المحاور، أو تآكل تروس التفاضل، أو مشاكل في علبة التروس التفاضلية، لذلك من الضروري مراجعة دليل السيارة لمعرفة متى وكيف يفترض تفعيل الدفع الرباعي وفق طراز سيارتك.

• تشغيل النظام بانتظام:

ترك نظام الدفع الرباعي دون استخدام لفترات طويلة قد يؤدي إلى جفاف المكونات أو تآكلها، للحفاظ على سلامة النظام، ينصح بتشغيله كل عدة أشهر حتى لو لم تكن هناك حاجة فعلية له، لضمان عمله بكفاءة مستمرة.

• تجنب السرعات العالية أثناء التشغيل:

استخدام الدفع الرباعي بسرعة عالية، خاصة على الطرق الممهدة، قد يؤدي إلى إجهاد النظام، فقدان السيطرة، أو حتى خطر انقلاب السيارة في بعض الحالات، ينصح دائما بالالتزام بالسرعة الموصى بها، وعادة ما تكون لا تتجاوز 90 كم/س.