لطالما كان هناك ارتباط وثيق بين قوة المحرك واستهلاك الوقود، لذلك يعتاد الكثيرون على أن المحركات الأقوى تتطلب كميات أكبر من الوقود لتوليد الطاقة اللازمة للتحرك، لكن شركة فورد صححت هذا المفهوم مع محركات ايكوبوست Ecoboost حيث أتاحت هذه التقنية الجديدة إمكانية قيادة سيارات قوية الأداء وفي الوقت نفسه موفرة للوقود، تابعوا مقالتنا اليوم للتعرف على جميع ما يتعلق بهذه التقنية مع كيفية عملها.
محركات ايكوبوست Ecoboost
اليوم، أصبح الجميع يسعى لتقليل الاستهلاك في مختلف نواحي الحياة، ومن الطبيعي أن يشمل ذلك استهلاك الوقود في السيارات، وهنا تأتي أهمية تقنية الايكوبوست، التي صممت لتحقيق هذا الهدف،الاسم نفسه يعكس فكرتها الجزء الأول “إيكو” يشير إلى الاقتصاد في الوقود، بينما ايكوبوست يتعلق بالشاحن التوربيني، فورد اعتمدت على محرك أصغر من المعتاد لتوفير الكفاءة أثناء القيادة العادية، مع إضافة شاحن توربيني يمنح القوة والعزم اللازمين عند الحاجة إلى أداء أعلى.
كيف تعمل محركات ايكوبوست Ecoboost؟
لتحقيق أفضل كفاءة ممكنة في استهلاك الوقود، يجب أن تعتمد محركات ايكوبوست Ecoboost على سعة صغيرة، فبدلا من استخدام محرك بسعة 3 لترات، تتجه الشركات إلى تقليلها إلى 2 أو 2.5 لتر، ثم تزويده بشاحن توربيني إضافي لرفع القوة وعزم الدوران، كما تعتمد هذه المحركات على نظام الحقن المباشر للوقود بديلا عن الحقن التقليدي، مما يسمح برش الوقود مباشرة داخل الأسطوانة على دفعات متعددة لزيادة كفاءة الاحتراق وتحسين الأداء.
التقنيات المستخدمة في محركات ايكوبوست Ecoboost
تعتمد محركات ايكوبوست من فورد على ثلاث تقنيات رئيسية تساهم في خفض استهلاك الوقود مع الحفاظ على قدرة عالية.
التقنيات المستخدمة في محركات ايكوبوست:
- الحقن المباشر:
تعني تقنية الحقن المباشر ضخ كمية دقيقة من الوقود مباشرة داخل أسطوانة المحرك، ما يتيح توليد طاقة أكبر باستخدام وقود أقل بكثير مقارنة بالطرق التقليدية.
- الشحن التوربيني:
يساعد الشاحن التوربيني على تعزيز قوة المحرك من خلال الاستفادة من الطاقة المتبقية في عادم السيارة لتحريك توربين مرتبط بضغط الهواء الداخل إلى المحرك، مما ينتج دفعة إضافية تزيد من قوة الاحتراق وكفاءة المحرك مقارنة بمحركات التنفس الطبيعي.
- التوقيت المتغير للكامات:
يسمح ضبط توقيت الكامات لمحرك إيكوبوست بالحصول على الكمية المثالية من الهواء داخل الأسطوانات، ما يساهم في تحسين أداء المحرك وزيادة الطاقة بشكل فعال.
مميزات وعيوب محركات ايكوبوست
عند تقييم أداء السيارات الحديثة، يشكل محركات ايكوبوست Ecoboost نقطة فارقة بين القوة والكفاءة، فهو يتيح تجربة قيادة تجمع بين الأداء العالي واستهلاك أقل للوقود، ما يجعله مميز عند مقارنة سيارات فورد المزودة بهذه التقنية مع تلك التي تستخدم المحركات التقليدية.
مميزات محركات ايكوبوست:
- محرك أصغر حجم، ما يعني تقليل استهلاك الوقود بشكل ملحوظ.
- قوة وعزم أعلى مقارنة بالمحركات التقليدية، ويرجع ذلك إلى الوزن الأخف للمحرك ودعم الشاحن التوربيني الذي يعزز الأداء.
عيوب محرك إيكوبوست:
- مشاكل نظام التبريد:
تعاني بعض الطرازات من مشكلات مثل أعطال في مضخة المياه أو نظام التبريد، ما قد يسبب ارتفاع حرارة المحرك بشكل مفرط.
- ترسب الكربون:
بسبب تقنية الحقن المباشر، تتكون ترسبات كربونية على صمامات السحب مع مرور الوقت، مما قد يقلل من كفاءة الأداء ويزيد استهلاك الوقود.
- مشاكل التيربو:
يشكل الشاحن التوربيني جزء أساسي في محركات إيكوبوست، وقد يتعرض للتآكل المبكر أو الأعطال نتيجة الضغط العالي، خاصة عند القيادة القاسية أو الإهمال في الصيانة.
- تسرب زيت المحرك:
أبلغ بعض الملاك عن تسريب زيت في محركات محددة مثل 1.0L EcoBoost، مما يستدعي مراقبة مستوى الزيت بشكل دوري.
- تكاليف الصيانة:
رغم كفاءتها، فإن صيانة محركات إيكوبوست قد تكون أعلى من المحركات التقليدية نظرا لتعقيد مكوناتها مثل التيربو، نظام الحقن المباشر، وأنظمة التبريد.
كيفية الحفاظ على محركات ايكوبوست ؟
إذا كان لديك محرك من نوع محركات ايكوبوست Ecoboost في سيارتك فهذا يعني أنه يحتاج إلى صيانة أعلى من المحركات العادية، وذلك لأنه يحتوي على تقنيات متقدمة وحساسات دقيقة، بالإضافة إلى وجود تيربو واحد أو اثنين.
كيفية الحفاظ على محركات ايكوبوست:
- عليك القيام بالصيانة الدورية لهذا المحرك وعدم التأخر عنها.
- تغيير الزيت والفلاتر بانتظام أمر ضروري.
- يفضل استخدام الزيت التخليقي لأنه يمنح أداء أفضل لهذا المحرك.
- غالبا ما يتم تغيير الزيت كل 10,000 كم، ويمكن تغييره في مسافة أقل حسب الحاجة.
هل محركات ايكوبوست Ecoboost تستهلك الكثير من الوقود؟
تتميز محركات هذا النوع بكونها موفرة للوقود عند القيادة بطريقة هادئة ومنتظمة، بعيدًا عن التسارعات المفاجئة أو الضغط الشديد على دواسة البنزين، أما عند الرغبة في التسارع بسرعة، فإن زيادة لفات المحرك بشكل مفاجئ ستؤدي إلى ارتفاع كبير في استهلاك الوقود، مما يقلل من كفاءتها الاقتصادية.
هل محركات ايكوبوست هي الأفضل؟
بالتأكيد محركات ايكوبوست Ecoboost تقدم أداء مميز، فعلى سبيل المثال، كانت سيارة فورد اكسبدشن موديل 1991 مزودة بمحرك 4.0 لتر 6 سلندر يولد قوة 145 حصان وعزم دوران 220 رطل-قدم، مع ناقل حركة أوتوماتيكي من 4 سرعات، بعد مرور 23 عام، جاء نفس الطراز بمحرك 2.0 لتر 4 سلندر تيربو ايكوبوست، ليولد قوة 240 حصان وعزم دوران 270 رطل-قدم، مع ناقل حركة أوتوماتيكي من 6 سرعات.
أما عن استهلاك الوقود، فقد كان متوسط 16 ميل لكل غالون في إصدار 1991، بينما تحسنت الكفاءة في الإصدار الحديث لتصل إلى 23 ميل لكل غالون، وينطبق نفس الأمر على سيارات فورد اكسبدشن الحديثة مقارنة بالقديمة، حيث زادت القوة من 310 حصان إلى 365 حصان في الموديلات الأحدث.
مقارنة بين المحركات ايكوبوست و المحركات العادية
في المحركات التقليدية، يبدأ المحرك بإنتاج قوة منخفضة عند الضغط الخفيف والبطيء على دواسة الوقود، نظرا لأن عدد اللفات يكون منخفض، ثم تزداد القوة تدريجيا كلما ارتفع عدد لفات المحرك، عند 2500 لفة في الدقيقة يمكن أن ينتج المحرك نحو 220 حصان، بينما عند الوصول إلى 6600 لفة قد ترتفع القوة إلى حوالي 450 حصان.
أما محركات محركات ايكوبوست Ecoboost فتعمل بطريقة مختلفة، فهي قادرة على تقديم أعلى أداء عند عدد لفات أقل بكثير،فعلى سبيل المثال، عند 1500 لفة في الدقيقة قد ينتج المحرك 150 حصان، ومع ارتفاع اللفات إلى 2500 لفة ترتفع القوة إلى ما يقارب 300 حصان، ولكن عند تجاوز اللفات إلى حدود 6500 لفة يبدأ الأداء بالانخفاض، وقد تتراجع القوة إلى نحو 100 حصان فقط.
هل محركات إيكوبوست تعاني من مشاكل معروفة؟
نعم، بعض الموديلات واجهت مشاكل في التبريد، التيربو، ترسب الكربون، وتسريب الزيت، وتم تحسينها تدريجيا في الإصدارات الأحدث.
هل محركات إيكوبوست موفرة للوقود؟
نعم، بشرط القيادة الهادئة والمتزنة، أما التسارع المفاجئ والضغط المستمر على دواسة البنزين فيرفع استهلاك الوقود بشكل كبير.
هل محركات التيربو تحتاج إلى صيانة أكثر؟
بالتأكيد، لأنها تحتوي على تكنولوجيا معقدة وحساسات وتيربو، لذا تحتاج لصيانة منتظمة وزيوت عالية الجودة.
