في عالم يشهد تحولات تقنية متسارعة، برز الدكتور أحمد بن مبارك السالمي كواحد من رواد التحول الرقمي الزراعي في المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية عمومًا. الدكتور السالمي حاصل على درجة الدكتوراه في هندسة البرمجيات، ويتمتع بخبرة تتجاوز 15 عامًا في تطوير الأنظمة الذكية وحلول البرمجيات المبتكرة التي تدعم قطاعات حيوية، أبرزها قطاع الزراعة والمياه. إلى جانب أدواره الاستشارية لدى جهات حكومية وخاصة، يقود الدكتور السالمي جهودًا متقدمة في دمج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأنظمة المدمجة في مشاريع عملية تستهدف تعزيز الأمن الغذائي وتطوير منظومات الزراعة ضمن رؤية المملكة 2030.
ولا يخفى على المتابعين أن الدكتور أحمد السالمي هو مؤسس ومدير شركة سعودية متخصصة تُقدّم منظومة حلول ذكية متكاملة في إدارة الأعمال والمشاريع والموارد، وتضم هذه الشركة العديد من الأنظمة المتقدمة التي تخدم قطاعات متنوعة، منها Key Smart ERP لإدارة الموارد والإنتاج، Key Smart CMMS لإدارة الصيانة وتحسين كفاءة الأصول، وKey Smart BMS للتحكم الذكي في المباني. كما أن للشركة بصمة واضحة في تقديم حلول مبتكرة في الزراعة الذكية، والتعليم الإلكتروني، وإدارة المشاريع.
ريادة المحتوى التقني عبر بودكاست تكنولوجيا الأعمال
لم يقتصر أثر الدكتور السالمي على التطبيقات العملية للتقنيات الحديثة، بل امتد ليشمل المحتوى الإعلامي التوعوي، حيث أطلق بودكاست “تكنولوجيا الأعمال“، الذي يُعد أول بودكاست عربي يربط بين التكنولوجيا الحديثة وقطاع الزراعة. يقدم الدكتور من خلال هذا البودكاست حلقات متخصصة تسلط الضوء على مفاهيم مثل الزراعة الدقيقة، واستخدام الطائرات المسيرة في عمليات الري والرش، وتحليل البيانات الزراعية، ودور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاج الزراعي. كما يناقش أهمية تقنية البلوك تشين في تتبع سلاسل الإمداد الغذائي لضمان الجودة والشفافية.
يتميز هذا البودكاست بأسلوبه المبسط والعملي، حيث يستضيف خبراء من مختلف المجالات لتقريب المفاهيم التقنية إلى جمهور المزارعين، والمستثمرين، وطلاب التخصصات ذات العلاقة، مما يعزز من وعي المجتمع بأهمية التحول الرقمي في الزراعة ويُرسخ ثقافة الابتكار في هذا القطاع الحيوي.
برنامج النبات الأخضر: مقترح توعوي داعم للتحول الزراعي
من المبادرات الإعلامية المميزة التي قادها الدكتور السالمي برنامج “النبات الأخضر”، وهو برنامج توعوي تلفزيوني أُنتج بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة. يتألف البرنامج من 12 حلقة صُممت لتقديم محتوى علمي وتطبيقي حول الزراعة الذكية وتقنياتها، مستهدفة المزارعين والمستثمرين والطلاب. وعلى الرغم من أن هذا البرنامج لا يزال مقترحًا إعلاميًا ولم يُنفذ بعد، إلا أنه يشكل خطوة مهمة في رسم ملامح نشر المعرفة الزراعية الرقمية باللغة العربية.
خطة التسويق لهذا البرنامج المقترح شملت التركيز على رفع الوعي بالتحول الرقمي الزراعي، وتعزيز الظهور الإعلامي لمشاريع وزارة الزراعة، إلى جانب تشجيع التفاعل المجتمعي مع قضايا الأمن الغذائي. تضمنت الخطة استخدام قنوات متعددة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات الممولة، ومقاطع الفيديو القصيرة التي تسبق وتلي بث كل حلقة. وقد تم تقدير ميزانية الموسم الأول بنحو 300,000 دولار، تشمل الإعداد، والتخطيط، والتصوير، والإنتاج.
المشروع القائم فعليًا: النبات الصحي كنموذج للزراعة المائية الذكية
وبينما يبقى برنامج النبات الأخضر في إطار المقترح الإعلامي، فإن المشروع الفعلي الذي يُشرف عليه الدكتور السالمي ويُطبق ميدانيًا هو “النبات الصحي”، وهو مشروع زراعة ذكية قائم في المدينة المنورة يعتمد على نظام الهيدروبونيك أو الزراعة المائية. يهدف هذا المشروع إلى إنتاج خضروات طازجة وصحية باستخدام تقنيات حديثة تتيح الزراعة دون تربة، عبر أنظمة متقدمة تحتوي على أكياس مغذية ومياه مشبعة بالمعادن اللازمة للنبات.
تتميز تقنية الهيدروبونيك التي يتبناها المشروع بعدة مزايا استراتيجية، من بينها تقليل استهلاك المياه بنسبة كبيرة مقارنة بالزراعة التقليدية، وخفض تكاليف التشغيل، وضمان إنتاج محاصيل صحية خالية من المبيدات. كما أن هذه التقنية تدعم الزراعة في المساحات الحضرية الصغيرة، مما يسهم في تعزيز الاكتفاء الذاتي، وتوسيع نطاق الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على استيراد الخضروات من الخارج.
المشروع يُعد أيضًا فرصة تعليمية قيمة، إذ يتيح للطلاب والباحثين والمزارعين الاطلاع المباشر على التطبيقات العملية للزراعة المائية، ويُشجع المؤسسات التعليمية والمجتمعية على تبني مثل هذه المبادرات لدعم الاستدامة البيئية والغذائية.
خطط مستقبلية طموحة نحو تعزيز التحول الرقمي الزراعي
يطمح الدكتور السالمي إلى توسيع نطاق مشروع النبات الصحي ليشمل أصنافًا جديدة من الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى تشجيع المؤسسات الصغيرة والأفراد على تبني تقنية الزراعة المائية في منازلهم أو مزارعهم الخاصة. كما يُخطط لتطوير أنظمة أكياس مغذية مصنعة محليًا لخفض التكاليف ودعم الاقتصاد الوطني.
وفي إطار مساهمته في التحول الرقمي الزراعي، يواصل الدكتور السالمي جهوده في تقديم استشارات متخصصة للمؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة، لتطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في إدارة المزارع، وتحليل البيانات، وتحسين عمليات الري والرش، بما ينعكس إيجابًا على الإنتاجية وكفاءة استهلاك الموارد.
تأثير اجتماعي واقتصادي ممتد
يمتد أثر مبادرات الدكتور السالمي إلى المجتمع بأسره، حيث تسهم مشاريعه وبرامجه في رفع الوعي بأساليب الزراعة الحديثة، وتشجيع الشباب وطلاب التخصصات الزراعية على الابتكار، والمشاركة في بناء منظومة زراعية مستدامة. كما أن هذه الجهود تدعم التوجه الوطني نحو تحقيق الأمن الغذائي، وتقليل الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك.
في الوقت ذاته، فإن مساهمة الدكتور السالمي في إثراء المحتوى العربي عبر البودكاست والبرامج المقترحة، ودوره غير المباشر من خلال قيادة شركة تقدم حلولًا ذكية متعددة القطاعات، تؤكد على التزامه بإحداث فرق حقيقي ومستدام في المجتمع السعودي والعربي.
الخلاصة
إن مسيرة الدكتور أحمد السالمي في التحول الرقمي الزراعي تجمع بين الرؤية الاستراتيجية، والابتكار التقني، والالتزام المجتمعي. من خلال مشاريعه الميدانية مثل النبات الصحي، ومبادراته الإعلامية المقترحة مثل النبات الأخضر، وجهوده في تقديم المعرفة عبر بودكاست تكنولوجيا الأعمال، يواصل الدكتور السالمي ريادة مسيرة الزراعة الذكية في السعودية، واضعًا أمامه هدفًا ساميًا يتمثل في دعم الأمن الغذائي، وتحقيق الاستدامة البيئية، وتعزيز مكانة المملكة كدولة سباقة في تبني التقنيات الزراعية المتقدمة.
