أسباب ثبات وزن الميزان رغم نزول القياسات

يعاني العديد من الأشخاص من ثبات الوزن على الميزان بالرغم من ملاحظتهم لانخفاض في مقاسات الجسم وتحسن الشكل العام. هذا التباين بين ما يظهره الميزان وما يشعر به الفرد قد يسبب الإحباط، إلا أن فهم سبب ثبات الوزن على الميزان يمكن أن يخفف القلق ويعزز الاستمرارية في اتباع نمط حياة صحي. في هذا المقال، نستعرض أبرز العوامل التي تؤدي إلى هذا الثبات وكيفية التعامل معها بشكل عملي وفعّال.
1. تحول الدهون إلى عضلات
من الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى ثبات الوزن هو زيادة الكتلة العضلية مقابل نقص الكتلة الدهنية. العضلات أكثر كثافة من الدهون، ما يعني أن حجمها أقل لكن وزنها أعلى. لذا قد تشهدين انخفاضًا واضحًا في القياسات مثل محيط الخصر والفخذين، دون أن ينعكس ذلك بشكل مباشر على الميزان.
وفقًا لموقع “هي” الطبي، فإن هذا التغير يُعد إيجابيًا ويعكس تحسنًا في تركيبة الجسم، حتى إن لم يظهر في الرقم على الميزان.
2. احتباس السوائل في الجسم
أحيانًا يكون السبب في ثبات الوزن هو احتباس الماء داخل الجسم، وهو أمر شائع يحدث نتيجة عدة عوامل منها: تناول كميات زائدة من الصوديوم، التغيرات الهرمونية، أو حتى التمارين الرياضية المكثفة التي تسبب التهابات بسيطة في العضلات.
بحسب تقرير نشرته “هي”، يمكن أن تحتفظ الأنسجة العضلية بالماء لفترة مؤقتة أثناء عملية التعافي، مما يضيف وزنًا غير دهني على الميزان.
3. تأثير التغيرات الهرمونية
تلعب الهرمونات دورًا محوريًا في تنظيم الوزن والسوائل. خلال فترات الدورة الشهرية أو اضطرابات الغدة الدرقية، قد يحدث خلل في احتباس الماء أو في معدل الأيض، ما يؤدي إلى ثبات الوزن لفترة مؤقتة. هذا العامل خصوصًا يُلاحظ عند النساء أكثر من الرجال.
4. الإجهاد وقلة النوم
التوتر وقلة النوم يزيدان من إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يؤثر سلبًا على الجسم من نواحٍ عدة، منها إبطاء عملية التمثيل الغذائي ورفع احتمالية احتباس الدهون، خصوصًا في منطقة البطن. كما أن قلة النوم تؤثر في شهية الإنسان، مما يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية.
5. خلل في احتساب السعرات الحرارية
أحيانًا يكون السبب في ثبات الوزن هو عدم الدقة في احتساب السعرات الحرارية المتناولة. قد يظن الشخص أنه يلتزم بالحمية، لكنه يستهلك سعرات خفية من وجبات خفيفة، أو صلصات غنية بالسعرات، أو مشروبات تحتوي على سكريات. وهذا يعرقل عملية خسارة الوزن دون أن يكون الأمر ظاهرًا على الفور.
6. الحل: التركيز على القياسات لا الميزان فقط
النصيحة الذهبية في مثل هذه الحالة هي ألا تجعلي الميزان هو المعيار الوحيد للتقدم. يمكن الاعتماد على أدوات أخرى مثل:
- تصوير الجسم بشكل دوري
- تتبع قياسات محيط الجسم
- تحليل تركيب الجسم (Body Composition Analysis)
كما يُنصح بالتحلي بالصبر والالتزام بنمط حياة صحي يشمل تمارين المقاومة والكارديو مع نظام غذائي متوازن.
7. التغيرات في نمط التمارين
قد يؤدي الاعتماد على نوع واحد من التمارين لفترة طويلة إلى تكيّف الجسم مع الجهد المبذول، مما يحدّ من فعالية النشاط البدني في حرق الدهون. لذلك، فإن التنويع بين تمارين الكارديو والمقاومة، أو زيادة شدة التمارين، يمكن أن يساعد في تحفيز الجسم على تجاوز مرحلة الثبات.
8. دورة فقدان الوزن الطبيعية
ثبات الوزن قد يكون أيضًا جزءًا طبيعيًا من دورة فقدان الوزن. في بعض الأحيان، يتوقف الجسم مؤقتًا عن فقدان الوزن للتكيف مع المرحلة الجديدة من استهلاك السعرات والطاقة. هذه المرحلة تُعرف بـ”مرحلة التوازن” أو “Plateau”، وهي مؤقتة غالبًا وتُحل مع الاستمرار في اتباع العادات الصحية والتعديلات البسيطة في النظام الغذائي أو التمرين.
خلاصة
ثبات الوزن على الميزان لا يعني بالضرورة فشل الحمية أو التمرين. بل قد يكون مؤشراً على نجاح داخلي وتحول إيجابي في بنية الجسم. التركيز على الصحة العامة وتغير القياسات هو الطريق الأمثل لفهم التقدم الحقيقي.